الخبر:

سيارات اطلقت عليها شركة فولكس واجن أكبر مصنع للسيارات بالعالم انها سيارات "الديزل النظيف", ثم اكتشف المشترين للسيارة المحبين للبيئة أنهم يقومون بضخ كميات أعلى من المعدل المحدد من الضباب الدخاني إلى الهواء, وذلك بسبب أن برنامج تشغيلي لحاسب السيارة قامت شركة فولكس واجن بتركيبه بالسيارة يقوم بخداع وغش الاختبارات الأمريكية للانبعاثات من السيارة. 

القضية تشمل سيارات جيتا Jetta  موديلات (2009-2015), بيتل Beetle  موديلات (2009-2015), أودي أيه3 Audi A3 موديلات (2009-2015), جولف Golf موديلات (2009-2015), باسات Passat موديلات (2012-2015).

اعترفت فولكس واجن بأنها باعت 482,000 من تلك السيارات منذ 2009, تلك الفضيحة قد تكلف الشركة بلايين الدولارات كغرامة, كما ستكلف سمعة الشركة وتقنية الديزل الشيء الكثير. 

المشكلة:

تخص سيارات فولكس واجن  Volkswagenو أودي Audi موديلات 2009 إلى 2015.  عندما وضع السيارة للاختبار, يحس برنامج تشغيلي للحاسب software مركب بالسيارة تلقائيا بأن السيارة تمر باختبار التلوث (حالة اختبار test mode) ويتم تفعيل نظام التحكم في التلوث ومن ثما تقوم بتغيير الطريقة التي تشغل بها السيارة, وتقل كمية الانبعاثات, وهذا ما تظهره القراءات المسجلة. 

بعد الانتهاء من الاختبار, يقوم برنامج تشغيل الحاسب تلقائيا إلى بإعادة السيارة مرة أخرى الحالة الاولى إلى (حالة القيادة drive mode), ذات الانبعاثات العالية.  

شركة فولكس واجن قامت ببرمجة المحرك للتلاعب في نتائج اختبار التلوث, واجتياز اختبارات الصلاحية منذ سنوات عدة وخلال ثلاثة أجيال لتلك المحركات. ولم يحدد أحد من المسؤولين الدافع لجعل فولكس واجن تقوم بذلك الغش, ولكنه قد يكون بدافع زيادة أداء السيارة أو الاقتصاد في استهلاك الوقود, أو كلاهما.

اعرب مسئولي البيئة بأن البرنامج المركب بالسيارة  يسمح لها بضخ انبعاثات 40 مرة عن الحد المسموح به من أكاسيد النيتروجين دون أن ينكشف خلال اجراء الاختبارات والفحص. 

كيفية عمل جهاز خداع الانبعاثات:

الجهاز المركب بالسيارة كان يحس بأن السيارة في حالة اختبار test mode وليس في حالة القيادة drive mode, وذلك عن طريق معلومات عدة منها حركة العجل لمعرفة ما إذا كانت السيارة في حالة الاختبار بالمعمل أو الورشة أو في حالة القيادة على الطريق (حالة الاختبار: تكون عجلات أحدى المحاور تدور على اسطوانات الدينامومتر وعجلات المحور الأخر ثابته, عكس حالة القيادة التي تكون جميع العجلات تدور بكل المحاور). عندها يتم تفعيل حالة الاختبار من جهاز التحكم الإليكتروني الذي يقوم بالإضافة إلى الاجراءات المطلوبة في تلك الحالة (أيقاف عمل نظام التحكم في الجر, ونظام التحكم في الاتزان, ونظام منع غلق العجلات) بزيادة تدفق الوقود, والمحافظة على درجة حرارة التشغيل منخفضة, وهو ما يؤدي إلى تقليل انبعاثات أكاسيد النيتروجين). 

الاختبار المعملي لقياس التلوث:

قياس السيارة أداء السيارة يتم في المعمل أو الورشة باستخدام جهاز قياس القدرة الميكانيكية (دينامومتر) – للقيام بالاختبار توضع السيارة بحيث تكون العجلات القائدة فوق اسطوانات الجهاز والتي تدور عن طريق العجلات القائدة عند تشغيل السيارة, يمكن تحميل الاسطوانات بأحمال تماثل حالة السير على الطريق. والعجلات المنقادة تكون مستقرة على الأرض دون دوران. هذه الحالة (العجل الأمامي يدور والعجل الخلفي ثابت) سوف تعطى انطباع خاطئ للأجهزة الموجودة بالسيارة للمحافظة على اتزان السيارة traction control بأن هناك حالة من الانزلاق تعاني منها السيارة والذي يستلزم تدخل أجهزة التحكم في الجر ومنع غلق العجلات. ولذلك عند استخدام جهاز الدينامومتر وتركيب أجهزة القياس بالسيارة والتي من ضمنها جهاز قياس الانبعاثات. وعند متابعة حركة العجل وحركة عجلة القيادة والضغط يتقين جهام التحكم الإليكتروني أن السيارة يتم اختباراها على جهاز الدينامومتر وأنها لا تسير على الطريق فيقوم الجهاز بإرسال إشارة لأنظمة التحكم بالسيارة بأن السيارة  في حالة الاختبار , ويتم بناء عليه تشغيل أو أبطال عمل بعض تلك الأجهزة المعنية. قامت شركة فولكس واجن باستخدام تلك الخاصية بالنظام الإليكتروني بالسيارة بالقيام بتشغيل أجهزة التحكم في الملوثات بصورة طبيعية اثناء الاختبار (يكون معطل في حالة التشغيل التقليدية). عند رفع الأجهزة من السيارة تقوم وحدة التحكم بإعطاء اشارة الخروج من حالة الاختبار لأجهزة التحكم ومنها انظمة التحكم في التلوث, بإعادة تشغيل أجهزة التحكم, وفي نفس الوقت إبطال أو تقليل اداء عمل أجهزة التحكم في الملوثات.

اختبار الطريق لقياس التلوث:

اختبار الطريق لقياس التلوث يتم والسيارة تسير على الطريق ومركب بها أجهزة محمولة. الحاسب التشغيلي للسيارة لا يرسل إشارة إلى أجهزة التحكم بالسيارة لتغير طريقة عملها. وقد افادات القراءات الخاصة بالتلوث ارتفاع مستوى الانبعاثات بشكل كبير عن الحد المقرر للسيارة.

مكونات الخبر:

- فولكس واجن Volakis Wagon (VW)

الشركة المتهمة والمتورطة في فضيحة التلاعب بطريقة اختبار انبعاثات العادم. هي أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم, تعدت مبيعاتها مبيعات تويوتا  Toyotaو جنرال موتورز General Motors هذا العام. وهي كذلك تعتبر رائدة في مجال بيع سيارات الديزل في الولايات المتحدة. في السنة الماضية باعت الشركة 78,847 سيارة ركوب ديزل في الولايات المتحدة. متقدمة على أقرب منافسيها, وفقا لمصادر في المجال فإن شقيقتها أودي باعت 15,732 سيارة خلال تلك الفترة.

- محركات وسيارات الديزل   Diesel engines and vehicles

السيارات الديزل تشكل حوالي 3% من مبيعات السيارات بالولايات المتحدة العام الماضي, على غرار حصة السيارات المهجنة. كان البعض ينظر إلى الديزل باعتباره التقنية الخضراء الواعدة.

- جهاز اختبار القدرة الميكانيكية Dynamometer (dyno)

الدينامومتر أو "دينو" كاختصار, هو جهز ثابت يقوم بقياس السرعة والقوة والعزم والقدرة للسيارة. يمكن للدينامومتر قياس العوامل السابقة لماكينة تدار مثل المضخة (عندها يسمى دينامومتر مقاد motoring or driving dyno), في حالة قياس تلك العوامل لماكينة تدير مثل المحرك أو السيارة (يسمى دينامومتر ممتص أو سلبي absorption or passive),  الدينامومتر القادر على العمل في الحالتين يطلق عليه (دينامومتر عام أو فعال universal or active dyno), كما يصنف النوع الثاني حسب الاستخدام مثل )دينامومتر المحرك engine dynamometetr أو دينامومتر الشاسية chassis dynamometer).  بالإضافة إلى القياسات السابقة يمكن للدينامومتر القيام بمهام أخرى مثل الدورة القياسية للانبعاثات كالتي تحددها وكالة حماية البيئة, وفيه يستخدم دينامومتر الشاسية لمحاكاة لحالة السير على الطريق للسيارة.

- اكاسيد النيتروجين والضباب الدخاني Nitrogen Oxides (NOx) and SMOG

المركبات المدفوعة بمحركات الديزل مسؤولة عن نصف أكاسيد النيتروجين, وأكثر من ثلثي الجسيمات العالقة particulate matter (PM) المنبعثة من مصادر النقل في الولايات المتحدة.

نوكس هو مصطلح عام لأول اكسيد النيتروجين وثاني أكسيد النيتروجين. اللذان يتكونا من تفاعل غازي النيتروجين والأكسجين الموجود بالهواء خلال عملية الاحتراق, خاصة عند درجات الحرارة العالية. غازت اكاسيد النيتروجين تتفاعل لتكون الضباب الدخاني smog أو الامطار الحمضية acid rain.  نوكس NOx يمكن أن تتفاعل كذلك مع العديد من العناصر الأخرى لتكون مكونات مضرة بالصحة العامة والجهاز التنفسي.

- وكالة حماية البيئة Environmental Protection Agency (EPA)

هي وكالة للحكومة الأمريكية والتي تم إنشائها لحماية صحة الإنسان والبيئة عن طريق كتابة وانفاذ اللوائح والتعليمات. تطلب الوكالة من جميع منتجي السيارات المصادقة على سيارتهم الجديدة بأنها خاضعة لمعايير الهواء النظيف المعمول بها في سنة الصنع. الصانع, في المقابل, يجب أن يوفر ضمان للانبعاثات لكل سيارة يقوم ببيعها تضمن تبديل مجانا لأي جهاز للتحكم في الانبعاثات قد يفشل خلال تلك الفترة. هذا التغطية تمتد للأجزاء مثل نظام التحكم بالحاسب, محول الحفاز, نظام الوقود والإشعال ويستثنى شمعات الإشعال والأجزاء المستهلكة في المعتاد.  

الوكالة لم تكتشف المشكلة في البداية ولكن الباحثون في جامعة فرجينيا الغربية هم من فعل ذلك, باستخدام اختبار طريق وهو ما لم تقم به الوكالة.

- المجلس الدولي للنقل النظيف International Council on Clean Transport (ICCT)

هي منظمة غير ربحية مستقلة, تأسست لتوفير بحوث قيمة, غير منحازة وتقوم بتحليل فني وعلمي لواضعي قوانين البيئية. هدفها هي تحسين الأداء البيئي وكفاءة الطاقة لقطاعات النقل الأرضي, والبحري, والجوي والوقود, لتحسين الصحة العامة وتخفيف من أثار تغيير المناخ.

وهو طرف ثالث في الموضوع؛ والتي افصحت عن أن موضوع الانبعاثات. التجارب بدأت لإثبات نظرية ان محركات الديزل الجديدة لفولكس واجن  TDI diesel engines أنظف من محركات البنزين التقليدية, ولكنها كشفت أن مزاعم مصنع السيارات الألماني المزورة. كشفت الاختبارات أن تلك المحركات تنتج أكاسيد نيتروجين (نوكس) Nitrogen Oxide (NOx) أعلى من المعلن عنها.

- مجلس موارد الهواء لكاليفورنيا California Air Resources Board (CARB or ARB)

هي وكالة الهواء النظيف clean air agency بولاية كاليفورنيا. تم إنشائها في 1967 وضمت مكتب صرف الهواء الصحي ومجلس التحكم في ملوثات المركبات الألية. وهي مخول لها وضع المعايير الخاصة بالولاية التي تتعلق بموضوع نظافة الهواء والمواضيع المتعلقة به. كاليفورنيا هي الولاية الوحيدة المسموح له بمثل هذه الهيئة التنظيمية. حيث تم إنشائها قبل صدور القانون الاتحادي للهواء النظيف Clean Air Act. الولايات الاخرى يسمح لها باتباع معايير مجلس موارد الهواء لكاليفورنيا أو المعايير الاتحادية. تشمل الأهداف المعلنة المحافظة والتحقيق من جودة الهواء الصحية air quality, حماية العامة من التعرض لملوثات الهواء السامة, وتوفير أساليب مبتكرة للامتثال للقواعد واللوائح لتلوث الهواء.

- جامعة فرجينيا الغربية West Virginia University

في حالة حصول المجلس الدولي للنقل النظيف على نتائج مختلفة باستخدام اختبار الطريق عن ما حصل عليه في اختبار المعمل قام بالاتصال بمركز الابحاث بجامعة ويست فرجينيا. الذي عندما قام بتجاربه أيد الشكوك لدي المجلس الدولي.

اكتشاف قضية التلاعب:

بدأ محققين من مجلس الهواء النظيف باختبار السيارات على نوع خاص من أجهزة قياس القدرة الميكانيكية dynamometer وعلى الطرق باستخدام أجهزة محمولة.  أظهرت التجارب والتحقيقات أن السيارات تتصرف بشكل مختلف على الطريق عن اختبارات الوكالة المعملية (حيث يقوم البرنامج التشغيلي software الموجود على وحدة التحكم الإليكتروني control module يقوم بخداع اختبارات شهادة الصلاحية certification tests.

اعتراف فولكس واجن بالتهم الموجهة إليها:

فقط عندما رفضت وكالة حماية البيئة ومجلس موارد الهواء بكاليفورنيا الموافقة على بيع الموديلات الجديدة لسيارات الديزل لفولكس واجن, عندها اعترفت الشركة في وقت سابق هذا الشهر بما قامت به. 

حجم المشكلة:

فضيحة انبعاثات الديزل لفولكس واجن, الان تتضمن 11 مليون سيارة على مستوى العالم, والتي تهدد بهدم عملاق السيارات.

النتائج اظهرت أن سيارات فولكس واجن لها انبعاثات حقيقية من 15 إلى 30 مرة من المعلن عنها.

تداعيات المشكلة:

قالت الوكالة أن السيارات أمنه للسير, ولكن على فولكس واجن أن تدفع تكلفة استدعاء recall السيارات لإصلاح الخلل. كما ستواجه فولكس واجن أيضا المليارات من الدولارات كغرامة لما قامت به.

الشركة أصدرت بيانا قالت فيه أنها تتعاون مع التحقيق ورفضت الإدلاء بمزيد من التعليقات.

بعد ما طلبت وكالة المحافظة على البيئة ومراقب هواء الولاية تفسير لمشكلة الانبعاثات. اعترفت فولكس واجن أن السيارات بها جهاز تالف.

التحليل المنطقي للمشكلة:

المشكلة بالنسبة لشركة فولكس واجن منذ البداية هي إنه في حالة الإذعان إلى متطلبات الهواء النظيف وحماية البيئة, فإن ضبط نظام انبعاثات الوقود سوف يقلل من أداء السيارة, وللمحافظة على أداء السيارة مع الإذعان إلى تلك المتطلبات سوف يؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود.

(ا) الحالة الفعلية (أداء عالي + استهلاك وقود منخفض) مصاحب لتلوث عالي – حالة القيادة Drive mode
(ب) حالة السيارة الحالية عند محاولة معالجة الانبعاثات مع الاحتفاظ بمعدل استهلاك الوقود، ستؤدي إلى انخفاض اداء السيارة
(جـ) حالة معالجة المشكلة مع الاحتفاظ بالأداء العالي, سيؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود – حالة الاختبار Test mode

* تحليل من كاتب المقالة (موقع تقنية السيارات thecartech)

ردود الأفعال لتداعيات الأمور:

دعت الهيئات التنظيمية في العديد من البلاد للتحقيق في ممارسات انبعاثات فولكس واجن. قال وزير النقل الألماني أن سيارات فولكس واجن الديزل في البلاد ستخضع إلى اختبارات انبعاث بعد ما قامت بكشفه وكالة حماية البيئة, في حين قالت كوريا الجنوبية أنها تدرس إذا ما كانت فولكس واجن قامت بتلبية المتطلبات التنظيمية للانبعاثات بكوريا. فولكس واجن تعرضت للتدقيق في كلا من إيطاليا وفرنسا حيث دعا وزير المالية الفرنسي ان التحقيقات الأوربية ستطول جميع مصنعي السيارات.

قال مسئول وكالة حماية البيئية "بأن هذا يمثل تلاعب بالاختبار, وأن ما قامت به فولكس واجن غير قانوني ويشكل تهديد للصحة العامة, وكنا نتوقع افضل من ذلك من فولكس واجن".

أصدر مارتن فينتركورن Martin Winterkorn رئيس مجلس الإدارة لشركة فولكس واجن اعتذار قال فيه أن الشركة كسرت ثقة عملائها والجمهور. كما قالت الشركة أنها تتخذ تدابير تقنية غير محدودة لحل المشكلة.

شركة فولكس واجن بالإضافة إلى الغرامة المالية قد تتعرض لمسائلة قانونية من المستهلكين. بالإضافة إلى قضية بما يعرف "بانخفاض القيمة" بسبب أن السيارات سوف تفقد جزء من قيمة سعر إعادة البيع بسبب تلك المشكلة لملاك السيارات. كما سيكون عليهم تعديل نظام الانبعاثات مما سيؤثر سلبا على اداء السيارة.

أمرت الشركة بإيقاف مبيعات الاف السيارات الجديدة والمستعملة الموجودة في ساحات الموزعين.

كما اعربت فولكس واجن أنها خصصت مبلغ من المال يقدر 7.3 بليون دولار لدفع ثمن تصحيح تداعيات الفضيحة.

ويعزى العاملين في المجال أن هناك العديد من البرامج الرئيسية للتحكم الحديث في الانبعاثات لسيارات الديزل خلال العشر سنوات الماضية قد حققت نتائج مرضية, هذه حقيقة. المشكلة مع المصنعين وليست التقنية في حد ذاتها.

وقال المسؤولين عن مجلس الهواء,  بأن الشركة مسئولة عن تطوير نظام الانبعاثات لحل المشكلة والخضوع إلى التعليمات الاتحادية والولايات بالنسبة للهواء النظيف. لحين حل المشكلة يمكن لملاك السيارات قيادة السيارات (ليس هناك مشكلة بالسلامة) ويمكنهم بيع السيارة.

ولكن هناك مشكلة بالنسبة لمصنعي السيارات والمنظمين بجعل المستهلكين يسمحوا للشركة بالقيام بعمل الاصلاحات المطلوبة (خاصة ما إذا كان الإصلاح سيتسبب في تقليل الأداء أو اقتصاد الوقود, وهي الميزة الأساسية في بيع السيارة).

الاجراءات القانونية ضد الشركة:

ارسلت وكالة المحافظة على البيئة Environmental Protection Agency (EPA) إشعار إلى فولكس واجن بأنها قامت بمخالفة قانون الهواء النظيف Clean Air Act. عن طريق محركاتها سعة 2.0 لتر, اربعة اسطوانات ديزل. كما أصدر مجلس موارد الهواء بكاليفورنيا California Air Resources Board خطاب مماثل لانتهاك قوانين الولاية. 

كما صرح المنظمين بأن الشركة يجب عليها أن تقوم باستدعاء جميع السيارات وتعديل نظام الانبعاثات على نفقة الشركة,  وأن الشركة سوف تتعرض لدفع غرامة 18 بليون دولار, أو 37,500 دولار لكل سيارة.

كما أن تشابك الحكومة مع وكالة حماية البيئة قد لا تنتهي عند هذا الحد. فإن الحكومة عرضت على الائتمان الضريبي 1300 دولار على جيتا تي دي أي Jetta TDI و على جيتا تي دي أي سوبر واجن Jetta TDI Sportwagen بسبب اندراج السيارات تحت ما يسمى السيارة الخضراء green car, الذي قد يصل في المجموع 51 مليون دولار. فبالإضافة إلى الغرامة فإن الحكومة قد تطالب الشركة بإعادة بذلك المبلغ.

ما بعد الحدث:

الاثار المترتبة على الفضيحة أدى إلى انخفاض المبيعات بشكل عام في الولايات المتحدة والصين, وهما من الاسواق الواعدة لفولكس واجن. في يوم الجمعة قبل الإعلان عن قصة الانبعاثات, كان سهم الشركة قد انخفض إلى 162 دولار, من سعر مارس 255 دولار. وبمنتصف يوم الثلاثاء وصل سعر السهم إلى 106 دولار.

قد تكون تداعيات الفضيحة بالنسبة لفولكس واجن فلكية, هبط سعر اسهم الشركة 38% خلال اليومين الماضيين. وزارة العدل تفتح تحقيقا في هذه المسألة.

الروايات المتناقلة, انه ليس فقط  تدمير الثقة في العلامة التجارية, ولكن المتحمسين الذين ناصروا الديزل نظيف الاحتراق اصيبوا بخيبة أمل. 

الفضيحة أدت إلى استقالت الرئيس التنفيذي CEO chief executive officer  للشركة, وقد تؤدي إلى متاعب جامة لمستقبل الشركة, وصناعة السيارات بشكل عام, وقد تؤدي إلى متاعب ليس بالقليلة للاقتصاد الألماني. 

قالت وكالة حماية البيئة يوم الجمعة إنها ستطلق تغييرات جذرية في الطريقة التي تختبر بها انبعاثات الديزل بعد خدعها من قبل برنامج التشغيل للحاسب السري من قبل فولكس واجن لمدة سبع سنوات. 

قال أحدى المسئولين من الوكالة بأنه يشكك في فكرة أن وكالة حماية البيئة لم تكن تستطيع اكتشاف موضوع فولكس واجن بدون مساعدة خارجية. الهيئات التنظيمية الأوربية كانوا يبحثون انبعاثات سيارات فولكس واجن الديزل على الطريق منذ 2012, حيث أن الديزل يشكل نصف السيارات هناك, ولذلك قررت وكالة حماية البيئة السماح لأوروبا بأخذ زمام المبادرة في الأمر.

الاتحاد الأوربي أعلن أنه سوف يقدم اختبارات جديدة اعتبارا من العام المقبل, مع اختبار على الطريق لاستكمال عمل المختبر الذي يقام حاليا. وسيتم في نفس الوقت تحسين الاختبارات المعملية لتقليل من هامش الخطأ.

في رسالة موجهة إلى شركات صناعة السيارات, قالت وكالة حماية البيئة بأنها ستضيف اختبار طريق on-road testing لمجموعة اختباراتها, باستخدام دورات قيادة driving cycles تحت ظروف قيادة تكون من المعقول مواجهتها في التشغيل والاستخدام العادي, لأغراض التغلب على اجهزة مشابهة للتي استخدمتها فولكس واجن. قالت وكالة حماية البيئة أن هذا الاختبار سيكون بالإضافة إلى دورة الانبعاثات القياسية الموجودة. 

كما أعلنت الوكالة أن البرنامج التشغيلي للحاسب المتطور لفولكس واجن يسمح لسيارات الشركة للمرور في الاختبار بنجاح في المعمل, ولكن بينما في الطريق تخرج ملوثات للجو. التغييرات التي اعلن عنها يوم الجمعة الماضي مصممة لاكتشاف أي برنامج تشغيلي للحاسب وأي طرق اخرى قد تستخدم من قبل مصنعي السيارات لتزوير الاختبار.

قالت مديرة وكالة حماية البيئة جينا مكارثي "نحن نريد في الواقع ان نتأكد من كونها مرة وحيدة". الوكالة ستقوم بالنظر لجميع الموديلات بشكل قوي وسوف تقوم بالاختبارات للتأكد من عدم وجود برنامج تشغيلي خفي أو وسيلة أخرى يمكنها من خداع نظام الانبعاث.

تبرير من وكالة حماية البيئة:

علق رئيس مكتب النقل ونوعية الهواء لوكالة حماية البيئة مدافعا عن إجراءات اختبار الوكالة, مشيرا بأن محركات الديزل لسيارات الركوب تمثل أقل بكثير من 1% من انبعاثات المركبات الإجمالي لأكاسيد النيتروجين وغيرها من الملوثات.

وقال "إنها ليست مسألة المعدات أو التقنية أو القدرة. إنها مسألة الأولويات وكيفية استخدام الموارد المتاحة".

وان الوكالة أجرت اختبارات على الطريق للشاحنات الثقيلة, وليس سيارات الركوب, حيث هذا هن أين تكمن الانبعاثات.  الاختبارات التي أعلن عنها يوم الجمعة هو جزء من التطور المستمر من الرقابة لدينا على السيارات والشاحنات الجديدة والمستعملة.

وقد أمكن لفولكس واجن أن تخدع وكالة حماية البيئة لأن الوكالة تقوم فقط باختبار السيارات على دينامومتر ولا تستخدم أجهزة قياس متنقلة على الطرق الحقيقية.

حالات سابقة:

حالة فولكس واجن مشابه لتلك التي تورطت فيها جنرال موتورز General Motors الخاصة بمفاتيح التشغيل المعيبة defective ignition switches, وشركة تاكاتا Takata Corp. انفجار مشغل الوسادات الهوائية air bag inflators, والتي أخذت العديد من السنوات قبل اكتشافها من قبل المستهلكين. 

كما أن هذه ليست المرة الأولى التي قامت فيها الوكالة بتغيير اختبار للتأكد من أن مصنعي السيارات يعملون وفقا للقوانين. في وقت مبكر هذه العام قامت الوكالة بتحديث اختباراتها لتقدير معدلات استهلاك الوقود بعد اكتشاف أن بعض مصنعي السيارات يضعون ملصق على زجاج السيارات المعروضة للبيع بقيم لاقتصاديات الوقود ذات تقديرات متضخمة.