المقالات:
مشاكل السيارة (1):
(حريق وانفجار السيارة)
Car Fire and
Explosion
من المشاكل الخطيرة التي تواجه
سائق وراكب السيارة هو حدوث حريق بالسيارة أثناء تواجده داخلها. ففي الولايات
المتحدة الأمريكية
1000
شخص يموتون سنوياً من جراء الحريق, و
200
سيارة تشتعل يومياً منهم
15%
إشعال متعمد للسيارة (بقصد الانتقام أو الحصول على قيمة التأمين) . وتشير الأبحاث
أن راكب السيارة يكون لديه فقط
10
ثوان للخروج من السيارة بعد لحظة اندلاع الحريق بها مما يزيد من خطورة المشكلة. وقد
ينجم الحريق الغير متعمد نتيجة حادث تصادم أو نتيجة تسرب الوقود (تلف أجزاء ووصلات
دائرة الوقود أو انقلاب السيارة). ويساعد على زيادة قوة الحريق وجود سوائل شديدة
القابلية للاشتعال (البنزين, الزيوت, سائل الفرامل.....) ومواد قابله للاشتعال مثل
الفرش الداخلي والإطارات, الليات والأسلاك.....)
أدى التطور في السيارات في جعلها
أكثر سرعة, أكثر آماناً, أكثر تكلفة, وأكثر صداقة للبيئة. وأدى التطور في استخدام
المواد الاصطناعية في الفرش الداخلي والكثير من أجزاء السيارة كالألياف الكربونية و
البلاستيك إلى زيادة احتمال مخاطر الحريق, يضاف إلى ذلك استخدام إضافات الوقود التي
تزيد من القدرة على الاشتعال وكذلك استخدام الملحقات الحديثة مثل حقن الوقود (وقود
تحت ضغط) واستخدام التربو وحفاز العادم الذي تصل درجة حرارة تشغيله إلى
700
درجة مئوية. وبذلك أصبحت السيارة الحديثة مصدر هائل لاحتمال الحريق. ولكن ما
نود أن ننوه له أن استخدام تلك المواد في تصنيع الأجزاء في السيارات الحديثة لا
تمثل خطورة للسيارة أو مستخدمها بل هي أمنه جداً وتجعل السيارة أكثر كفاءة, ولكن في
حالة حدوث حادث تكون تلك الأجزاء والسوائل مصدر خطر لحدوث الحريق. وقد ينتج الحادث
نتيجة الاصطدام أو الحريق العمد, تسرب السوائل, مشاكل كهربائية, سطح ساخن, تلف
الوصلات.
وتظهر نتائج دراسات مشكلة الحريق بالسيارة أن حريق السيارة قد يؤدي إلى انفجار بعض
أجزاء السيارة نتيجة للحريق مثل الإطارات, التعليق الهيدروليكي, المساعدين. ولكن هل
ينفجر خزان الوقود؟ الحقيقة أن ذلك يعتمد على عدة عوامل مثل وضع الخزان بالنسبة
للحماية, ونوع الوقود المستخدم.
وقود الديزل
هذا الوقود هو المستخدم في معظم
الشاحنات وهو أقل خطورة عند انسكابه في درجات الحرارة العادية ولكن في معظم حرائق
وقود الديزل يتبخر ويؤدي إلى تكون خليط غازي قابل للانفجار. وفي حالة تسرب وقود
الديزل تحت ضغط فإن ذلك يؤدي إلى تذريره (على شكل ذرات صغيرة) وانتشاره في موقع
الحادث مؤدياً إلى الانفجار. من تحليل الحوادث فإنه من النادر أن ينفجر خزان الوقود
خلال حريق السيارة مع أن الخزان يحتوي على سائل قابل للانفجار وغازات, فإنه من
الصعب إشعال محتوى خزان الوقود عندما يكون مغلق جيداً. وهذا لأن بخار البترول أثقل
من الهواء ويعمل على ملئ الخزان حتى قمته, يؤدي ضغط الغاز إلى أن خليط البخار مع
الهواء يكون فوق حد الانفجار ولا يمكن إشعاله, ولكن في الأجواء الباردة تزداد
الخطورة (زيادة ثقل الهواء).
وقود البنزين
فعند تعرض الخزان لحريق فإن نقاط
لحام الخزان والوصلات للخزان المعدني تنصهر وتنفصل مما يؤدي إلى تسرب الوقود وزيادة
اشتعال الحريق دون انفجار.
وقد وجد أن الحوادث لا تؤدي إلى
كسر الخزان عن طريق قوة ميكانيكية قد تؤدي إلى كسر الخزان وانسكاب الوقود, حيث أن
الخزان محمي جيداً. وعليه ففي معظم الحوادث لا يكون الخزان مشارك في حوادث الحريق.
وقد أظهرت الدراسات أن هناك علاقة مباشرة بين الحوادث المتعلقة بالحريق والعوامل
التالية:
* عمر السيارة, فإنه مع زيادة
عمر السيارة يزداد الصدأ, وإجهاد المعدن, وتصلد وتشقق الليات (الأنابيب المطاطية)
يؤدي إلى ضعف مكونات وأجزاء دائرة الوقود مما يساعد على تسرب الوقود والسوائل التي
تؤدي إلى حدوث الحريق.
* السرعة الزائدة, خاصة في الطرق السريعة ذات حد أعلى للسرعة المسموح بها.
حيث أن ذلك يزيد من قوة الصدمة التي قد تؤثر على خزان البنزين ووصلاته.
وتبين التقارير اليومية أن حوادث الحريق الناجمة عن حادثة طريق تعتبر قليلة
فهي في حدود 3 حالات إشعال لكل 1000 سيارة مشتركة في الحادث.
احتمال حريق الوقود بورش
تصليح السيارات
بعض العمليات الروتينية التي
تقوم بها الورشة قد تؤدي إلى حريق وانفجار لخزانات الوقود, وهذه الحوادث تؤدي إلى
الموت وإصابات بالغة. مثل تفريغ الخزانات, تغيير وحدة بيان مستوى الوقود بالخزان,
استبدال منقي (فلتر) الوقود.
سيارات الوقود البديل
نتيجة زيادة تكاليف تسيير
السيارات التقليدية, بدأ العديد من مصنعي السيارات إلى الاتجاه إلى استخدام الوقود
البديل, مثل غاز البترول المسال (LPG). ولغاز
البروبان خواص عديدة أهمها:
الدرجة الحرجة التي عندها يكون
المكون موجود فقط في الحالة الغازية, وضغط الغاز الذي يمكن عنده تخزين الغاز على
شكل سائل, ودرجة الإشعال الذاتي.
وهناك ثلاث أنواع من الأنظمة
التي يمكن عن طريقها استخدام غاز البترول المسال في السيارات:
- محرك البنزين العادي, حقن
الوقود السائل عن طريق بخاخات كوقود بديل (مثل نظام ثنائي للوقود).
- محرك الديزل, تغيير كبير في
محرك الديزل واستخدام غاز البترول المسال بدلاً من الديزل (وقود بديل).
- محرك الديزل, والتي يكون
المستخدم وقود الديزل ويستخدم غاز البترول المسال كوقود إضافي.
النظام الثاني والثالث لهم مميزات قليلة من الناحية الاقتصادية وغير شائعين, ويعتبر
النظام الأول أكثر فائدة حيث أن تكلفة الوقود تمثل نصف تكلفة البنزين.
هذا التحويل بالنظام الأول يحتاج
إلى تغيير الخزان, الليات (الأنابيب) وطريقة إدخال وقود الغاز المسال. وتحتاج إلى
أجراء ذلك التحويل عمالة مهرة مدربة كما يحتاج النظام إلى أجهزة أمنية خاصة مثل
صمام التخلص من الضغط. وفي حالة استخدام عمالة غير مدربة فإن ذلك قد يؤدي إلى زيادة
أخطار الانفجار.
النتيجة أن هناك أجزاء من
السيارات الحديثة معرضة لخطر الانفجار, ولكن سيبقى السؤال هل ينفجر خزان الوقود؟
الإجابة "نعم" و "لا". نعم في بعض الحالات النادرة والتي يؤدي فيها الحريق إلى
الانفجار. ولا حيث أن مصنعي السيارات والأجهزة المشرعة لن تسمح أن يكون الانفجار
ظاهرة متكررة.
تعليق على المقال:
* في الأحداث التي تحدث هذه الأيام في باريس
قام المتظاهرون إضرام النار في العديد من السيارات (أكثر من
120 سيارة حتى الآن) ولم يسمع عن وقع حالات
انفجار لأي من تلك السيارات.
* هناك حالات تصميم خطئ من الشركة المصنّعة يؤدي إلى حدوث الحريق. ومثال على ذلك
شركة فورد
1- السيارة أكسبيدشن
(Ford Expedition)
حيث كان هناك عيب في مفتاح التحكم في السير (Crouse control) مما يؤدي إلى حدوث حريق بالسيارة.
2- السيارة لينكون تور كار (Lincoln Town
Car) حيث أن وضعية الخزان خلف المحور الخلفي جعلته أكثر عرضة
لمخاطر الحريق عند
الاصطدام
بالسيارة من الخلف.
1- تلف مفتاح التحكم في السير,
هذا المفتاح يتكلف 20.57 دولار ويعمل على غلق دائرة
التحكم في
السير عندما يضغط السائق على بدال الفرامل هذا المفتاح متصل بالاسطوانة الرئيسية
للفرامل من ناحية ومتصل عن طريق سلك إلى نظام التحكم في السير من الناحية الأخرى.
في معظم يكون السلك متصل دائما بالدائرة الكهربائية طول الوقت, حتى في حالة إطفاء
المحرك ونزع مفتاح الإشعال. داخل المفتاح حاجز رقيق يفصل بين سائل الفرامل والأجزاء
الكهربائية للمفتاح وينتج الحريق عندما ينكسر ذلك الحاجز ويتسرب السائل إلى الناحية
الكهربائية من المفتاح. وفي هذه الحالة تعمد الشركة على استدعاء السيارات عن طريق
نداء (Recall)
لعمل الإصلاحات اللازمة والتي قد تكلف الشركة ملايين الدولارات وتسيء إلى سمعة
الشركة.
حقائق عن المشكلة:
-
وصلت حالات
البلاغات إلى 1,170
حالة.
-
تم استدعاء
800,000
سيارة
-
كلفة
الشركة 190
مليون دولار
2- مشكلة خزان الوقود, حكمت
المحكمة بتغريم شركة فورد مبلغ 43
مليون دولار للتعويض في حادثة حريق. حيث أن الشركة لم تستمع إلى تقرير مهندسي
التصميم بالشركة واختارت أن لا تنفق مبلغ
9.95 دولار لكل سيارة
لتغيير وضع الخزان لمكان أكثر أماناً.