المشاركة:
ثورة ٌ خضراء
في عالم السيارات
بقلم : عمر عاصي
من : فلسطين المُحتلّة
مع بزوغ فجر الثورة الصناعية بدأ مهندسو
السيارات يشقون طريقهم نحو مستقبل أفخم, أسرع وأكثر أماناً,
وبينما هم منهمكون في هذا السباق التكنولوجي, استوقفهم علماء البيئة عند ظاهرة
خطيرة جدا أطلقوا عليها "الاحتباس الحراري" مما يعني ازدياد حرارة الكرة الأرضية عن
المعدل الطبيعي مما يؤدي إلى كوارث
طبيعية تتمثل في ذوبان القطبين وبالتي غرق مدن أو لربما دول, كما وازدياد حدة ظاهرة
التصحر لسخونة المياه
الجوفية, ازدياد الحرائق المتسبب من ازدياد الحرارة كما وازدياد الفيضانات وكوارث
بيئية غير محمودة العواقب.
من المؤثرات الأكثر خطرا على هذه الظاهرة هو غاز
ثاني أكسيد الكربون CO2 الناجم عن احتراق مواد من اصل فحمي, وهنا تكمن المشكلة في أن فكرة
عمل السيارة مقرونة بفكرة عمل المحرك ذو الاحتراق الداخلي, بحيث يكون الاحتراق عن
طريق عملية "حركية حرارية" لمواد مثل البنزين و
الديزل وغيرها. ولنتصور حدة الظاهرة من خلال دراسة أجرها متخصصون في المجال
ظهر فيها أن احتراق ليتر بنزين يؤدي إلى انبعاث 2.4 كغم من
الـ
CO2 وهذا بالفعل يشكل خطرا رهيبا .
هذه الظاهرة بالتحديد جعلت مهندسو السيارات
بالتعاون مع علماء البيئة يفكرون في حلول منطقية لمكافحة مثل هذه الظاهرة التي إن
لم نقف للحد منها ستحد من حياتنا على وجه هذه الأرض, ولضمان حياة أفضل بدأت الشركات
بصورة تدريجية بتغيير وجهتها في هندسة وتصميم السيارات بحيث دخلت مصطلح
"المركبة الخضراء" وهي المركبة ذات الكفاءة العالية في استخدام الوقود وبهذا
تكون صاحبة اقل أطلاقا لغاز الـ
CO2 !
يقدم لنا الخبراء حاليا حلول مؤثرة من اجل
مستقبل يضمن لكن نفساً نقينا من الغازات السامة فمن هذه الحلول:
*
استخدام المواصلات العامة:
تطوير شبكات قطارات داخل وخارج المدن كما وتطوير حركة الحافلات
وسيارات الأجرة داخل المدن وخارجها كما ويُنصح أن تقوم الشركات بتنظيم الوصول من
والى الشركة بواسطة حافلات (باصات)
أو مركبات تنقل عددا من العمل بنفس المركبة مما يؤدي إلى تقليل حركة السيارات.
*
السيارة الخضراء:
تطوير سيارات – وهذا ما يشهده العام 2007 – تعمل على أساس تقليل كمية الغازات
المنبعثة السامة كما وتحسين جودة الاحتراق داخل محركات الاحتراق الداخلي فلكما كان
الاحتراق أفضل كانت نسبة انبعاث الغازات اقل فمثلا هناك سيارات Smart
الصغيرة والتي تعمل
على أساس ديزيل ولكنها تعد بمثابة " أحسن سيارة صديقة للبيئة ".
* الطاقة
البديلة:
تطوير سيارات تعمل على طاقات بديلة أو لربما أسس جديدة ومن الطاقة التي قد تفيد هذا
المجال هي الطاقة الكهربائية
لان استعمال مركبات بواسطة الطاقة الكهربائية سوف يؤدي إلى هدوء أكثر في حركة
المرور كما وانعدام الغازات السامة ولكنه حل لا يزال صعبا لان المحركات الكهربائية
تعمل بسرعات محدود جدا وقد تعيق حركات السير لبُطئها. كما وهناك السيارة الهجين
(المهجنة) وهي سيارة تعمل بأكثر من نوع طاقة مثلا بواسطة الوقود والكهرباء
فيكون استعمال الوقود داخل المدينة واستعمال الكهرباء داخل المدينة وسيارة تويوتا
بيريوس من السيارات الناجحة في هذا المجال. وهنا طاقات أخرى مثل الطاقة الشمسية
واستخدام البيوديزل ولكنها صعبه التطبيق لعدم توفر شروط الطلب.
*
رفع أسعار النفط حتى 4 أضعاف للتقليل من استخدام السيارة الشخصية.
*
تكليف السيارات التي تدخل مناطق معينة داخل المدينة بضريبة معينة يتم تحديدها من
قبل الحكومة.
*
الحد من استعمال محركات كبيرة للسيارة الشخصية واعتماد سيارات بحدود 1.5 ليتر.
*
تقرر الحكومة المَعْنِيَّة بأن كل سيارة لا تبعث أكثر من 30 جرام CO2 للكيلومتر الواحد,
تحظى بسعر وقود عادي أو ربما مخفض وهذا مشجع. وللعلم فسيارة: تويوتا بيريوس تبعث
اقل من هذه القيمة.
الآن وبعد أن تناولنا عددا لا بأس به من الاقتراحات والحلول يجب علينا ان نقف وقفة
اعتبار وتحديد أماكننا بحزم للحد من هذه الظاهرة الكارثية, نعم ! نحن المسلمون ماذا
سنقدم لهذه الثورة البيئية إذا لم نقدم شيئا للثورة الصناعية مع أن رسولنا الكريم
صلى الله عليه وسلم قد حلاً قيما ً - ينفع قضية الاحتباس الحراري - التي نشهدها في
أهمية الاعتناء بالشجر وغرسه في أحاديث عِدّة وتأتي أهمية هذا الحل كون الأشجار
تمتص ثاني أكسيد الكربون وتبعث الأكسجين في عملية تنفسها.
وأخيرا أسألكم ونفسي عمّ سنقدمه لهذه الأرض التي أورثنها خضراء يانعة حيث سلمها
الله لسيدنا ادم وأبنائه من بعده ؟؟!؟