المشاركة:
النظام توربو انتركولر
The Turbo-Intercooler System
د. أبو
سفيان بن محمد ويــس
قسم التقنية
الميكانيكية - إنتاج
الكلية التقنية بالرياض
|
Dr
Abousoufiane
Mohamed Ouis |
نشأت فكرة
الشحن الزائد أو التغذية الزائدة في المحركات ذات الاحتراق الداخلي في الولايات
المتحدة الأمريكية في مطلع القرن الماضي ( 1900 م ). تبلورت هذه الفكرة في أوربا و
أجريت أول التجارب بضع سنوات من بعد و استخدمت أثناء الحرب العالمية الأولى في
محركات الطائرات استخداما واسعا جدا. في بداية السبعينات ( 1970 م ) و مع ظهور
سبائك معدنية جديدة تتحمل الإجهادات العالية و الدرجات الحرارة العالية، طور أحد
المختبرات السويدية جهاز الشحن الزائد و أصبح منذ ذلك الحين يستخدم في محركات
السيارات العادية الديزل و البنزين و كذلك سيارات السباق.
مبدأ هذا الجهاز يعتمد على فكرة أن كلما كان ضغط الهواء
المسحوب داخل أسطوانة الاحتراق عالي و بالتالي كمية أكبر من الوقود للحرق كلما كانت
قدرة المحرك أكبر. و العكس صحيح بالنسبة لدرجة الحرارة. إذن المراد هو إيجاد جهاز
أول يرفع ضغط الهواء المسحوب أي دفعه بقوة و ليس سحبه بالمكبس طبيعيا و جهاز ثاني
لتبريد هذا الهواء المضغوط قبل إدخاله في أسطوانة الاحتراق.
الجهاز الأول مكون من عنفتين (2
Turbines ) مثبتين في طرفي عمود.
للعنفة الأولى و ضيفة عنفة ( توربينة
Turbine ) و للعنفة الثانية وظيفة ضاغط للهواء ( كمبرسر compressor) مما يعطي للجهاز اسم Turbocompressor و للمحرك المزود بهذا الجهاز بمحرك توربو Turbo.
الشكل 1
الغازات المحترقة أو غازات العادم المطرودة إلى الخارج في
الجهاز الأول تدير التوربينة و بدورها تدير الكمبرسر
الذي يضغط الهواء المسحوب من الخارج قبل أن يوجه إلى أسطوانة الاحتراق
(أنظر الشكل 1).الهواء الساخن يحتل حجم أكبر من الهواء البارد و بالتالي نستفيد من
تبريد الهواء المضغوط قبل إدخاله في أسطوانة الاحتراق. عند مرور الهواء المسحوب على
الكمبرسر
ترتفع درجة حرارته إلى حوالي °C
120 فيبرد هذا الهواء بتمريره على الجهاز الثاني الذي يتمثل في محول هواء-هواء (Intercooler ) يوضع أمام مبرد المحرك (
Radiator ) و يوجه هذا الهواء الضغوط إلى أسطوانة الاحتراق بدرجة حرارة حوالي °C
60
(أنظر الشكل 2).
الشكل 2
أما غازات العادم فتكون درجة حرارتها عالية جدا مما يقتضي
تبريد الجهاز بالماء لتفادي كل تزايد في الحرارة و احتراق زيوت التشحيم.
و بالتالي المحرك المجهز بالجهازين(Turbo-Intercooler ) يعطي تجاوب سريع للمحرك بتكلفة أقل بحيث يبدأ التفاعل في سرعات
المحرك المنخفضة مثلا في 1500 دورة/الدقيقة قدرة المحرك تزداد بـ 20 % و ترتفع إلى
من 40 إلى 50 % في سرعة 3000 دورة/الدقيقة و هي القصوى. بالرغم من الزيادة البسيطة
بحوالي 10 إلى 15 % في سعر السيارة توربو على السيارة ذات المحرك العادي فإن الطلب
على السيارات توربو أصبح يتزايد بشدة في الدول الأوروبية.